أخبار القرية

الطين لم يعد في المتناول.. أزمة خامات تهدد الحرفة الأعرق في قرية تونس

الطين لم يعد في المتناول

كتب: السيد عبدالله.

تواجه صناعة الفخار التقليدية في قرية تونس بمحافظة الفيوم تحديات متزايدة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الخام، وعلى رأسها الطين المستخدم في تشكيل الأواني والمنتجات الفخارية، مما يهدد استمرارية هذه الحرفة التراثية التي طالما اشتهرت بها القرية وجذبت السياح والزائرين من مختلف أنحاء العالم.

أصبحت قرية تونس إحدى أهم القرى السياحية والتراثية في مصر، حيث ارتبط اسمها بصناعة الفخار اليدوي التي تمثل مصدر دخل رئيسي لأهالي القرية، إلى جانب كونها عامل جذب ثقافي وسياحي.

غير أن الزيادات المتتالية في أسعار الخامات والطاقة دفعت العديد من الحرفيين إلى تقليص إنتاجهم أو حتى التوقف عن العمل، في ظل ضعف القدرة الشرائية محليًا وارتفاع تكاليف التوريد من خارج المحافظة.

وفي حديث مع بعض الحرفيين، أشاروا إلى أن سعر الطن الواحد من الطين ارتفع بنسبة تجاوزت 60% خلال الشهور الأخيرة، كما ارتفعت أسعار أدوات الحرق والنقل والطاقة، ما ينعكس بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج.

من جانبها، أعربت ورش الفخار عن حاجتها لتدخلات حكومية عاجلة لدعم الحرفة، سواء من خلال تثبيت أسعار المواد الخام، أو توفير منافذ لبيع المنتجات بأسعار مناسبة، إضافة إلى تنظيم معارض دائمة تشجع التسويق المحلي والدولي.

وتطالب الجمعيات الأهلية و المهتمون بالتراث الثقافي بضرورة إدراج صناعة الفخار ضمن برامج الحرف التراثية المدعومة، لضمان استمراريتها ونقلها للأجيال القادمة، خاصة أن القرية تمثل نموذجًا فريدًا للتنمية الريفية المستدامة من خلال الفنون والحرف.

في ظل هذه التحديات، يبقى مستقبل صناعة الفخار في قرية تونس معلقا بين واقع اقتصادي مضغوط ونأمل في تدخلات تعيد التوازن لهذه الحرفة العريقة، وتحافظ على هوية القرية التي صارت منارة للإبداع والتميز في مجال الحرف اليدوية.

اقرا أيضا: مغامرات كامب تونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى