من قرية ريفية إلى واحدة من أبرز المقاصد السياحية المصرية

مركز يوسف الصديق
بقلم: دكتور محمد الطماوي.
في قلب محافظة الفيوم، وعلى ضفاف بحيرة قارون، تقع قرية تونس، تلك البقعة الساحرة التي تحولت من قرية ريفية بسيطة إلى واحدة من أبرز المقاصد السياحية في مصر، تمثل هذه القرية نموذجًا فريدًا للسياحة البيئية والثقافية، حيث تجمع بين جمال الطبيعة ورقي الفنون اليدوية، في تجربة تجذب الزائرين من مختلف أنحاء العالم.
تقع قرية تونس في مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، على بعد نحو 130 كيلومترًا فقط من القاهرة، وهو ما يجعلها قريبة وسهلة الوصول للراغبين في الهروب من صخب العاصمة والاستمتاع بيوم هادئ وسط الطبيعة, تطل القرية على الضفة الشمالية لبحيرة قارون، وتحيط بها المناظر الطبيعية من كل جانب، مما يوفر أجواء مثالية لمحبي الهدوء ومراقبة الطيور والتصوير الفوتوغرافي.
تكتسب قرية تونس شهرتها من صناعة الفخار والخزف، وهي حرفة متوارثة، لكنها شهدت نقلة نوعية منذ قدوم الفنانة السويسرية “إيفلين بور”، التي أسست مدرسة لتعليم الأطفال فنون الخزف في السبعينيات، ومنذ ذلك الحين، أصبحت القرية مركزًا دوليًا لهذه الحرفة، وتحول الفخار المصنوع هناك إلى منتج فني يُعرض في المعارض داخل مصر وخارجها.
ساهمت شهرة قرية تونس في خلق فرص عمل لأبناء المنطقة، خاصة في مجالات الحرف اليدوية والسياحة البيئية، كما دعمت المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأدى توافد الزوار إلى تحفيز الاقتصاد المحلي، من خلال الإقبال على شراء المنتجات اليدوية، والإقامة، والمأكولات المحلية.
رغم النجاح الذي حققته القرية، إلا أنها ما زالت تحتاج إلى تحسين في البنية التحتية والخدمات العامة، خاصة الطرق ووسائل النقل، إلى جانب توفير دعم أكبر للحرفيين وتسويق منتجاتهم عالميًا، كما أن الحفاظ على البيئة والتوازن بين التنمية والسياحة يمثل تحديًا لا بد من معالجته بحكمة.
تمثل قرية تونس نموذجًا ملهمًا لما يمكن أن تحققه القرى الريفية من نجاح في مجال السياحة، إذا ما توافر لها الدعم والتخطيط السلي، فهي ليست فقط وجهة للاستجمام، بل منصة للحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز التنمية المجتمعية، وتحقيق السياحة المستدامة التي تراعي الإنسان والطبيعة.
اقرا أيضاً: بين الطين والنور تونس الفيوم تكتب قصتها بالفخار.