الفنون التشكيلية

متحف الكاريكاتير بالفيوم.. رسومات تحكي تاريخ مصر على مر العصور

كتب:عبدالله الراوي

تعتبر قرية تونس من أهم وأبرز الوجهات السياحية التي يقصدها الكثير من السياح في الوقت الحالي، والتي أصبحت مؤخراً عَلَماً تُحتذي به محافظة الفيوم، وبالنظر داخل القرية نجد أن هناك الكثير من الأماكن التراثية الموجودة داخل القرية من أبرزها متحف الكاريكاتير الذي أنشأه الفنان محمد عبلة والذي يضم مجموعة من الأعمال الساخرة والفنية تصل إلي 500 عمل.

ونظراً لأهمية المتحف، قمنا بزيارة القرية في التاسع والعشرون من شهر يناير لعام 2025 وأجرينا حوار مع مسئول ومدير المتحف في وقتها الأستاذ إبراهيم عبلة

فى البداية حدثنا عن بداية تأسيس المتحف وكيف أُلهم والدك فكرة إنشاء متحف للكاريكاتير، ولماذا بالأخص متحف كاريكاتير للفن الساخر؟

قال الأستاذ إبراهيم عبلة مدير المتحف نحن لنا علاقة قوية منذ الصغر بقرية تونس هذا الفن كان اهتمامنا به منذ قديم الأذل والوالد محمد عبله فنان تشكيلي مشهور بالقرية، بالصدفة زار القرية، واشتري له منزلا ثم انشأنا مركز في بداية الالفينات مابين 2003 إلي 2004 أتت لنا فكرة لإنشاء مركز الفيوم للفنون، والأستاذ محمد عبلة حينما كان فنانا في بداية مشواره ساعده الكثير من الفنانين، لذلك قرر ان يمشي على نفس دربهم واستضافة فنانين مصريين وأجانب للتعاون مع بعض،لذلك في عام 2009 قمنا بإنشاء متحف الكاريكاتير والذي كان إضافة للمركز ونرى أن له عاملان مهمان وذلك بأن هذا عمل فني نادر لم يقم به المكثير علي مستوي الشرق الأوسط بالإضافة إلي أنه وثيقة تاريخية لتسجيل الأحداث في العصور الماضية.

“من قلب قرية تونس: متحف الكاريكاتير يحكي تاريخ الفن الساخر بريشة مصرية خالصة”

تطرقنا بعد ذلك في الحديث معه عن الورش التعليميه والدورات المقدمة من المركز والفئة التي تتعلم في مركز الفيوم للفنون؟

فأوضح عبلة قائلاً: بأن لنا فاعلية ثانوية نقيمها كل سنة تسمى بكاريكاتونس نقوم بالتركيز على موضوع معين وشخصية نريد الاحتفاء بها، ثم نقوم بنشر الشروط في دول العالم ثم يقومون بإرسال أعمالهم،وآخر دورة لنا كانت في شهر نوفمبر الماضي وكانت بعنوان الذكاء الاصطناعي والشخصية التي كنا نحتفل بها هو مجدي يعقوب وتم بالفعل وصول الأعمال إلى ما يصل إلى 1200 عمل في أكثر من 50 دولة وتوجد لجنة للتحكيم بين الأعمال المقدمة علي أعلي مستوي، ثم نقوم بدعوة السفراء الخاصين بدول المشاركين لحضور الحفل بالإضافة إلى الورش والأنشطة الثقافية للمدارس والجامعات التي نقدمها للجمهور.

وضح لنا اكثر عن السياحة الثقافية الموجودة بالقرية؟

فأجاب إبراهيم عبلة قائلاً: بأن قرية تونس من أبرز عوامل السياحة الثقافية في مصر، بمعنى انه ليس الذي يذهب إليها يقصدها للسباحة او الاستجمام وإنما هي حالة فريده جدا كان سببها مجموعة من الرواد على رأسهم ايفيلين أتوا الي القرية في بداية الثمانينات وقاموا بحراك مجتمعي يتمثل في العمارة المختلفة المتميزة في القرية بالإضافة إلى الحرف ومن أبرزها صناعة الخزف، ولذلك لما قررنا عمل إضافة قمنا بإضافة على نفس التراك فقمنا بالنظر إلى الشق الثقافي وعمل بزارات تنشط العمل السياحي في القرية.

كيف تتعاملون على ترويج وجذب السياح للمتحف خاصةً أنه أهم متحف فى الشرق الأوسط؟

ويرى عبلة أن فكرة وجود متحف بالجهود الفردية الذاتية ستجد انها فريدة جدا على مستوى مصر والوطن العربي، وفي النهاية هو مشروع خدمي ليس الهدف العائد المادي بل وجود رسالة أكبر من ذلك وخاصة ان مصر من أهم الدول في المنطقة التي يشهد لها باقتنان ذلك الفن، فكون وجود شيء مثل ذلك، أوجب علينا بأن نفكر بأن يكون هناك أرشيف او مُؤرخات ستنتفي هذه الأعمال، ولابد من وجود مكان يحافظ على هذا الفن، ومؤخرا اهتم بهذا الفن الكثير من المؤسسات فنجد وجود قاعة بمحافظة المنيا للفن الكاريكاتير بالإضافة إلي وجود مكان بمكتبة الإسكندرية مخصص للكاريكاتير.

وضح لنا هل هناك باحثين تعتمد على المتحف ك مرجع تستدل بأعماله في الدراسات العلمية من الفنانين او المهتمين بذلك الفن؟

نعم يوجد الكثير من الباحثين يرجع إلي أعمال المتحف لكن من غير المصريين وخاصة الأشخاص الذين يتعمقون في دراستهم ، علي سبيل المثال مجموعة من الأشخاص كانوا من ألمانيا أتوا إلينا بسبب أن عندهم رؤية بتحليل تلك الصور وقد وصل بهم الأمرإلي التنبؤ بالمستقبل وهذا غير رؤيتنا نحن القاصرة على النظرة الجمالية فقط.

حدثنا اكثر على صناعة الخزف بالقرية عن وجود متحف للفن الساخر؟

وأشار عبله بأن هناك الكثير من الدول العربية تصرف المليارات على خلق ارث لها ووضع خلفية ثقافية لها بين الدول، لكن بالنسبة لنا الإرث موجود والثقافة معروفة نحتاج فقط سوي من يعرضها بشكل جيد والحفاظ عليها وعلي إثر ذلك قمنا بتدشيين ذلك المتحف المواري أمام أعينكم.

حدثنا اكثر عن أهم التحديات التي تواجه قرية تونس ؟

فوضح : بأننا تحدثنا سابقا عن الهدف من المكان ليس هدف نفعي لذلك نحن لا ننتظر منه أي عائد سوي أنه يقوم اكتفاء نفسه بنفسه، لكن بالنسبة للطموحات لدينا الكثير من الطموحات وهو ان يكون لدينا مركز معلومات يحافظ على هذا الإرث بالإضافة إلى تطوير الأعمال وعرضها بشكل أجمل للجمهور والي حد ما نحن حققنا مانريده بالشكل الايجابي المطلوب وأن الفرق بيننا كتونس والقرى الأخرى هي الأفراد الطامحة لنقل مكانهم الي شكل جيد وفي الفترة الأخيرة عملنا على وجود قرية تونس كدليل لغيرها من القرى.

“من قلب قرية تونس: متحف الكاريكاتير يحكي تاريخ الفن الساخر بريشة مصرية خالصة”

في نهاية الحوار حدثنا عن وجود 500 عمل أصلي متاح بالمتحف؟

ففسر الرجل بأن فنان مثل صلاح جاهين كان يقوم بتقديم كاريكاتير يوميا للاهرام لمدة ثلاثون عاما، سنجد أنها نسخ من أعماله التي تعرض في الجريدة لكن ان تمتلك الصورة واللوحة التي رسمت بكامل تصحيحاتها وتفاصيلها الدقيقة جدا ك توجيهات صلاح شاهين الديسك ك تلك الصورة عاجلة او تلك ليست بالأهمية الكبيرة بالإضافة إلى المادة التي رسمت بها المادة سواءً كان حبراً او لصق أو حتى نوع الألوان والشكل النهائي للصورة، وغيرها من التفاصيل التي لا تستطيع الحصول عليها الا بوجود العمل الأصلي بيدك.

اقرأ المزيد: “مبادرة ستات قرية تونس… قصة نجاح نسائية بطعم الريف المصري”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى