مدرسة رجب .. من هواية بسيطة لمركز تعليم فن راقي

حوار: محمد قاسم
كتب: محمد قاسم
قرية تونس، تلك القرية الصغيرة بمحافظة الفيوم، ولدت حكاية فنية فريدة حولت هذا المكان الهادئ إلى وجهة عالمية لعشاق الخزف، لم يكن أحد يتوقع أن تصبح هذه القرية الريفية مركز لتعليم الخزف واستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم، لكن بفضل جهود السيدة السويسرية “إيفلين بوريه“، ثم تلميذها النجيب الأستاذ رجب، تحولت الحرفة من مجرد فن منزلي إلى مدرسة متخصصة تخرج أجيالا جديدة من الفنانين.

إيفلين بوريه
ما الذي يجعل هذه المدرسة مميزة؟ وكيف تتوارث الأجيال هذا الفن العريق؟
بدأت صناعة الخزف في قرية تونس خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما قررت السيدة السويسرية “إيفلين بوريه” الاستقرار في القرية بعد أن اعجبت بطبيعتها الخلابة. وقبل انتقالها إلى قرية تونس، كانت تعمل مع زوجها الفنان المصري “حسن حشمت” في منطقة مصر القديمة، حيث اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال.
لم تكتفي إيفلين باحتقار الحرفة لنفسها، بل بدأت في تعليم أطفال القرية أساسيات صناعة الخزف، وكان من بين هؤلاء الأطفال “رجب” الذي أصبح واحدا من أبرز الحرفيين في القرية.
ما الذي قدمته مدرسة رجب للخزف في قرية تونس؟
ومن خلال مدرسة رجب لتعليم الخزف، تطورت الحرفة واتخذت الطابع المصري المميز، بعيدًا عن التصاميم الأوروبية التقليدية، مما جعلها أكثر اهتماما من قبل السياح ومحبي الحرف اليدوية.
تقوم المدرسة بتقديم دورات تدريبية متنوعة تناسب جميع المستويات، سواء لطلاب الجامعات مثل كلية الفنون الجميلة، أو المجموعات السياحية الراغبة في تعلم هذا الفن.
تستمر الدورات التي تقدمها المدرسة من شهر إلى ثلاثة أشهر، ويتم خلالها تعليم جميع مراحل إنتاج القطع الخزفية للمبتدئين، تتضمن الدورة تقنيات متقدمة في التشكيل، والتلوين للمستويات الاعلي.

فريق التحرير مع العاملين بمدرسة رجب
ما المراحل التي تمر بها صناعة الخزف في مدرسة رجب؟
1_ إعداد الطين: يجلب الطين الخام من أسوان.يُرسل إلى مطاحن مصر القديمة لتحويله إلى مسحوق ناعم، ثم يخلط مع سبعة أنواع من الطين داخل أحواض مياه لمدة 40 يومًا لزيادة جودته.
2_ تجفيف الطين: بعد التصفية، يترك ليجف تحت الشمس من 7 إلى 10 أيام، حسب درجة الحرارة والرطوبة.يختلف وقت التجفيف بين الصيف والشتاء؛ ففي الصيف يستغرق يومين إلى ثلاثة أيام، بينما يصل إلى 10 أيام في الشتاء.
3_ التشكيل و التزيين: يتم تشكيل الطين حسب التصميم المطلوب من خلال الحفر يدويا لإضافة التفاصيل الزخرفية.
4_ التلوين و التزجيج: تُضاف طبقتين من اللون الأساسي (أبيض أو رمادي)، بعد التلوين، تغطى القطعة بطبقة من الجليد الشفاف لاكتساب اللمعان والثبات اللوني.
5_ الحرق والتبريد: تدخل القطع إلى الفرن لمدة 7 ساعات ونصف عند درجة حرارة 1360 مئوية، تُترك في الفرن لمدة 24 ساعة حتى تبرد تدريجيًا لضمان صلابتها و قوتها.

اثناء صناعة الخزف في مدرسة رجب
واضاف “رجب” لا يستخدم الخزف المنتج في قرية تونس للأكل أو الشرب، بل هو تحف فنية زخرفية يتم عرضها في المعارض المحلية والدولية.
ما الذي تقوم به مدرسة رجب اتجاه التقدم التقني؟
تواصل مدرسة رجب رسالتها في تدريب الأجيال الجديدة مع الحفاظ على أصالة الحرفة، وتعمل المدرسة على تطوير التصميمات مع التمسك بالأساليب التقليدية، لضمان استمرار إرث “إيفلين بوريه” كمصدر إلهام للأجيال القادمة.
اقرا أيضا: حوار خاص..مع أشهر المطاعم في قرية تونس.
تعليق واحد