أخبار القريةالفنون التشكيلية

صناعة عقد الأصداف الملونة… تجربة مصرية تقليدية… من الطراز القديم

كتب: محمود أشرف

حكاية عقد الأصداف الملونه

اشتهرت قرية تونس منذ ولادتها بالعديد من الحرف اليدوية البسيطة، التي أثبتت جذور تراثها في بقاع القرية، خاصة زيادة ثمار إنتاجها في العقود الأخيرة؛ مما تعد مصدر معول عليه، وتحتل في ناصيتها إنتاج وابتكار الخزف والفخار والسجاد اليدوي، لا سيما تركيب العقد الصدفية المزركشة وتشكيلها، التي لا تتطلب جهد من الوقت الكبير.

قمنا بزيارة قرية تونس وعملنا على استكشاف الكثير من الحرف اليدوية المنتشرة انذاك في القرية ،ووجدنا رجلا يدعي ‘ عبد الهادي’ يبيع تلك السلاسل الصدفية، و يروي بداية تجربته وقيمة العقد قديمًا وفي العصر الحالي.

الاستاذ عبدالهادي وبعض الاعضاء

حكاية عقد الأصداف الملونه

وعند قيامنا بالحوار مع الرجل ذكر لنا : بداية عمله في تلك الحرفة البسيطة، والتي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما قبل بناء قرية تونس، مبيناً أنه كانت هناك أماكن مشهورة ومعروفة رائجة ببيع العقدأمثلها: برج الفيوم، وقرية اللؤلؤة، كما إلى أسعار العقد والتي كانت تباع بشلن قديما والتي كانت متاحة في أيدي الجميع.

ثم ذكر الرجل مراحل جمع وبيع العقد الصدفية مُبيناًَ أن صناعة وإعداد العقد الصدفية تمر على مراحل ثلاثة، أولها: حصر الصدف من ضفاف بحيرة قارون، ثم تأتي مرحلة التطهير والتعقيم الجيد من المياه المالحة، بطريقة يدوية متقنة؛ ثم تأتي بعد ذلك عملية نقشها وزخرفة الألوان الزاهية والجذابة عليها.

اضاف بائع الصدف أن جودة الألوان تختلف من عقد لآخر؛ بسبب التنوع في الأشكال الزاهية، كلون “التفته” الذي يطبع وينقش على القوقاع بخلطه المياه عليه، مؤكداً خامته الرديئة؛ إضافة إلى عدم مقاومته، وتعرضه المستمر لأشعة الشمس، وكثرة الخدش عليه، مما يتساقط كثيرا.

تطرقنا بعد ذلك في الحديث معه على أكثر الأوقات التي يكون البيع فيها أكثر نشاطا؟

فوضح الأستاذ عبدالهادي: بأن موسم الصيف يعد من أكثرها نشاطاً و إقبالاً على شراء العقد الصدفية نافياً قلة رواج بيعها في فصل الشتاء؛ لأسباب عدة تتعلق بتعلم الأطفال في المدارس، وأهما انخفاض النشاط السياحي الملحوظ داخل القرية، والسفر خارجها.

الاستاذ عبدالهادي وبعض الاعضاء

وأشار الرجل الي ان أكثر الفئات شراءً وإعجابًا بعقد الصدف البحرية هم الأجانب المقبلين على شراء هذه العقد والحصول عليها، وهم أكثر بدرجة كبيرة من المصريين، بسبب الإعجاب الشديد والملحوظ لديهم، مثل: الفرنسيين، والكنديين، والأمريكان ذوي البشراء السمراء، مستبعداً فكرة السلاسل التي تجلب الحظ والنجاح.

ثم أكد الرجل على مدى متانة الرباط الصدفي وقوته ووجه أن رباط العقد الصدفي ينتج من خامة القطن الجيد، الذي لا ينحل ولا يفك، مؤكدًا صلابته وشدته المتماسكة، قائلاً”لو عملتها بالفتلة النيلو أو الشذاذ اللي بيصطادوه بيه السمك هيتفك علطول” مشيرا أن هناك أوقات محددة في السنة تستخرج منها تلك الأصداف والقواقع المسلسلة، أولها شهر ديسمبر ويناير وفبراير إلى مارس، مستبعداً قلته وندرته في المواسم الحارة لعدم كثرة ذروته على ضفاف البحيرات.

إقرأ أيضا: أسرار معبد قصر قارون في الفيوم .. تحفة الآثار اليونانية الرومانية بالفيوم.. عمره 7 آلاف سنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى