عن القرية

“تونس”… مرسى الزوار ومهد الصناعات الفخارية بفكرة أوروبية

كتب: محمود أشرف

تتمتع قرية تونس في محافظة الفيوم بنجاح مشاريعها النادرة التي أحيتها مؤسسة القرية السيدة إيفيلين بوريه حيث صاغتها من واد غير ذي زرع إلى زاوية مخضرة وحرف نادرة وأنشطة متنوعة، رامية بذور هذه الحرف في شتى أرجاء ذاك الحقل السياحي؛ الذي انبثق منه ثمرة مدرستها المضيئة لتعليم الصغار، على خطى صناعة وابتكار الخزف من مواد مستوردة بطرق معينة، إلى قطع فخارية ذات تجسيد شيق؛ ليعد مصدر كبيرًا عليه في كسب المال.

الرسوم الكاريكاتيرة توثق حياة المصريين في القرن الماضي نالت هذه القرية إشادة عالمية، بزيارة الشخصيات المشهورة لها من مختلف أطياف المجتمع؛ لرؤية وتفقد مدارسها الصناعية، وزيارة متحف الكاريكاتير الذي يتربع على عرش قمة المتاحف العتيقة في محيط الشرق الأوسط، مؤسسه محمد عبلة، معلقا بداخله رسومات كاريكاتيرية تعود عمرها إلى بداية القرن الماضي؛ حيث تحاكي هذه اللوحات طبيعة الحياة المصرية عن الجوانب الأجتماعية والسياسية وطقوس السياسات العالمية قديما.

نساء القرية يساهمن في ترويج المأكولات الريفية حظت نساء تونس في السيطرة على جزء من كعكة النشاط القروي، مثمثلة في مبادرة بيع الملأكولات الريفية بشرائه من أصحاب الأيدِ الزراعية داخل القرية، وعرضها على طاولة مرصوصة بالعسل والبيض والحليب والفطير المشلتت في منتجعهن البسيط، الذي يشبع العين قبل بطن البائع، براحئته الشهية؛ بتوجيه من السيدة سمحين صاحبة هذه المبادرة الأسبوعية، في عرضهن كل يوم جمعة بأسعار مخفضة لعامة الزوار.

بحيرة قارون رقعة استراتيجية حيوية لتغذية السياحة المائية بتونس تعد بحيرة قارون المصباح المنير لقرية تونس، صاحبة مقام مياها الهادئ، ورؤية الصيادين بالإبحار في أقصى مجاريها؛ في ضوء اصطياد أسماكها السمينة من بطونها العميقة، إضافة إلى ضفافها المترامية أذرع قرية تونس شتى، التي تعد حقلا لزراعة الحشائش؛ التي يعول عليها رعاة الماشية، مثل: الأغنام والماعز والأبقار، مصغية أذان السائح إلى استماع نبضات قلبها، واستنشاق عليل نسيمها؛ في ركوب الفلوجة على المياه المتناغمة، والفروسية على باحتها الصلبة.

“رحاب صبر”… فنانة تشكيلية تسير على خطى الفن المصري التقليدي أشع معرض زهرة اللوتس للخزف والأعمال الفنية ضوئا متوهجا على أنحاء القرية، جامعا داخله لوحات فنية مطروزة على جدرانه، وتسخير القطع الخشبية والأثاثات المتلوفة إلى فن تشكيلي؛ يترجم الحالة النفسية للريف المصري ومجتمعه، والتشتت الأسري، وتحليل الحالات السلوكية للأفراد، الذي نال تصفيق حار من زوار القرية وسياحها، بيد الموهوبة رحاب صبر، تلك الفنانة التي أدمنت عشق التصميمات واللمسات التشكيلية، مستكملة تعليمها خارج مصر لسنوات عدة؛ بعد أن ثبتت بصمتها الفنية في إخراج الأفكار والحالات التي تحلل سلوك المجتمع، على لوحات مناسبة للبائعين والمهتمين بذلك العمل.

أقرأ أيضا:صناعة الفخار.. تراث مصر رفيع يكابح شبح التكنولوجيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى