الفنون التشكيلية

صناعة الفخار.. تراث مصر رفيع يكابح شبح التكنولوجيا

كتب/ عبدالله الراوي

تواجه صناعة الفخار اليوم تحديات كبرى، فى ظل صراعات عدة أبرزها الحداثة والرقمنة العالمية واختفاء الحرف البسيطة، نشأ الفخار منذ بزوغ فجر العصور الأولى التي ترك فيها الإنسان بصماته المحفورة على جدران الحياة مثل العصور الحجرية الحديثة التي تفنن فيها إبداع القطع الخزفية، التي انتشلت فيها قطع خزفية قديمة تعود لآلاف السنين قبل الميلاد.

أهمية الفخار ومكانته في قرية تونس

تصنف حرفة الفخار نموذجاً يحتذى في إطار الحرف اليدوية التراثية التي أشهرت هذه القرية الفيومية ذات العملة النادرة، مما يؤكد تثبيت أقدامها من أجل البقاء على قيد الحياة وعلى الرغم من ندرة الحرفيين المخضرمين فيها، إلا أن القائمين على حفظ التراث المصري بذلوا جهودهم وعطاءهم لتثبيت جذور تلك المهنة والحفاظ عليها وإضفاء ملامح المدنية والتطور خوفاً من الهلاك.

دور الدولة في توفير ودعم حرفي الخزف والفخار

تحرص الدولة دوما على إحياء واستمرار صناعة الفخار وإضافة الصبغة المعاصرة عليها حيث لم يعد إنتاج الفخار يقتصر علي الجره والقلل بل بدأت القطاعات الصناعية تتجه صوب القطع الفنية والأنتيكات والديكورات، بالإضافة إلى الأشكال الفخارية التقليدية، منها الزيرة والطاجن والقلة والجارة والمحلب وبرج الحمام والمأجور وغيرها من المنتجات الفخارية البسيطة الموجودة في بيوت الواحات بكثرة شديدة.

أهم المراحل التي يظهر فيها الفخار على صورته السليمة

تبدأ رحلة هذه الصناعة بتطهير الطين من الشوائب العالقة به، ثم صب الماء عليه مع إضافة التبن أو الروث المسحوق، مع العملية الأخيرة التي تظهر بها الأواني والأطباق وأكواب الزينة، تذكيرا ما تركه الفراعنة من هذه أشكال في عمارة مقابرهم ، مما تبرز لنا مدي التطور والإبداع والتنوع في تشكيل “الطمي” عبر مختلف العصور، فكانت في نطفة المشوار بسيطة تقتصر على مطالب الحياة اليومية وأساسيات الطعام، مثل طواجن للطبخ وأواني للتخزين وأقداح ومغارف المقابض على حسب أحجامها المتنوعة في القصر والطول

مصير واستمرارية تلك الحرفة وقرار محافظة الفيوم على مساندة رجال هذه الحرف

أقر أصحاب وحرفيو الورش أن المحافظة قدمت خدمات أساسية، كتدشين المرافق بأسعار مخفضة، مشيرين إلى أن تطوير وترميم القرية سيساعدهم على ترويج ورفرفة منتجاتهم وتوفير منصات لتسويق رقمية تتعلق بهذه الحرف.

مكانة هذه الصناعة في حضارة مصر القديمة

من الجدير بالذكر أن تصميم وتشكيل الأعمال الخزفية من صميم الصناعات القديمة، دليلاً على ارتباط المصريين القدماء بالأوانى الفخارية بهدف حفظ الطعام والمشروبات وتخزين الحبوب والغلال، وأوجدوا منها مزهريات وأوانى وأكوابًا وقدورًا وصوامع ونوافير ومجسمات طيور وحيوانات إضافة إلى شمعدانات وأباريق.
التى تواجهها الصناعة، فإن هناك بعض الورش التى مازالت تعمل وتظهر سوقها من أجل البقاء حفاظًا على التراث والمهنة.

شاهد ايضا: عمره 45 مليون “جبل المدورة” بالفيوم..حكاية ملايين السنين.

mohamed khalaf

محرر مخرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى