بحيرة قارون..جوهرة سياحية تجمع بين التاريخ والطبيعة

كتب: يونس إسماعيل.
تعد بحيرة قارون واحدة من أقدم البحيرات الطبيعية المالحة في مصر، وتقع بمحافظة الفيوم، ويحتوي الساحل الخاص بها علي حفريات يصل عمرها إلى 35 مليون سنة، والتي تظهر حفريات أقدم قرد في العالم، الذي يوضح العلاقة في حركة تطور الأجناس.

ذكر الدكتور “أحمد عبد العال” أن بحيرة قارون انحسرت بها المياه وشكلت مستنقع، وكان به قطع يابسة، تشبه القرون، ولذلك سميت في البداية “بحيرة قرون” ثم تم تحريفها بعد ذلك وأصبح اسمها بحيرة قارون لافتا إلى أن تسميتها ترجع الى عام 1970 قبل الميلاد.
توفر بحيرة قارون جولة سياحية مميزة في الفيوم، حيث توفر العديد من الأنشطة مثل ركوب القوارب، وصيد الأسماك، والاستمتاع بالمطاعم المطلة على البحيرة، مما يجعلها تجذب الكثير من السياح في جميع أنحاء العالم بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة، كما تضم المنطقة المحيطة بها عدة معالم أثرية مثل قصر قارون، والذي يعود اثرة للعصر البطلمي.
ذكر أهالي محافظة الفيوم، أن قصر قارون التابع للمعالم السياحية للبحيرة، يقال عنه إنه القصر الخاص بقارون، الذي ذكر اسمه في القرآن، وخسف الله به الأرض، ولكن هناك مصادر عدة أكدت أن قارون الذي ذكر في القرآن، ابن يصهر بن قاهث، ابن عم النبي موسي، عاش في شبة جزيرة سيناء وتوفي ودفن أيضاً في شبة جزيرة سيناء.

تعاني بحيرة قارون من ارتفاع نسبة الملوحة رغم أن البحيرة كانت عذبة في العصور القديمة، وتستمد مياهها من نهر النيل، ولكن بسبب قلة تدفق المياه العذبة إليها وارتفاع معدلات التبخر ادي إلي ارتفاع نسبة الملوحة في البحيرة بشكل ملحوظ.
واجهت البحيرة مشكلة تراجع مخزون الأسماك نتيجة لتغير مصادر المياه الواردة إليها مما أدى إلي إصابة البحيرة بطفيل “الأيزبودا” المدمر للأسماك، وقضي علي الثروة السمكية بها، وبعد مرات عديدة ألقيت خلالها زريعة الأسماك بالبحيرة وانتظر الصيادون نموها وصيدها، الا أن هذا لم يحدث، مما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات لتحسين وضعها البيئي.
اقرا أيضا: قرية تونس بالفيوم.. وجهة المشاهير بين سحر الطبيعة والفن والتراث