قرية تونس بالفيوم جوهرة سياحية تنتظر التلفريك والقطار السريع

قرية تونس بالفيوم
كتب: عيسي جاد الكريم.
منذ شهور يدعوني صديق من سكان الفيوم لزيارته ولانشغالات العمل الكثيرة كنت أقوم بتأجيل الزيارة يوم بعد يوم وحين قررت زيارة صديقي الشاعر حسين الزيات لم تكن وجهتنا زيارة حدائق وادي الريان ولا متحف الحيتان المتفرد بالفيوم ، بل قرية صغيرة هادئة تدعى “تونس”، ليست عاصمة تونس العربية، بل قرية مصرية تحمل اسمًا يوحي بالجمال والخصوصية.
فعلى بعد 110كيلو تقريبا قطعتها السيارة من القاهرة تقع قرية تونس بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم تلك المحافظة الساحرة التي تجمع بين التاريخ والطبيعة في تناغم أخّاذما إن وصلنا حتى استقبلتنا من بعيد المناظر الطبيعية الخلابة فبحيرة قارون تتلألأ تحت أشعة الشمس لتصنع أمواج من الفضة البراقة ، وتلال خضراء فوق الصخور تحيط بالقرية وكأنها تحميها من صخب العالم.
لكن الجمال لم يكن فقط في الطبيعة، بل في روح المكان الذي ينبض بالحرف اليدوية والفنون مع ابتسامات الناس الذين تلتقي بهم فتجد ابتسامة بشوشه تستقبلك من بعيد في وجوههم قبل أن يرحبون بك بالكلمات.
وبجولة داخل قرية تونس التي اشتهرت بصناعة الفخار والخزف، وجدت شباب يقومون بصناعة الفخار وآخرون يقومون بتلوين قطع رائعة من الخزف وذلك بعد أن توطنت صناعة الفخار والخزف بالقرية فصارت مرتبطة بهذه الحرفة ويرجع الفضل في ذلك إلى السيدة السويسرية إيفيلين بوريه، التي أسست فيها مدرسة لتعليم الأطفال صناعة الخزف في الثمانينيات.
اليوم، تحولت القرية إلى مركزٍ فني، حيث تنتشر ورش الحرفيين الذين يصنعون تحفًا فنية تبهر الزائرين، لم أستطع مقاومة شراء بعض القطع الخزفية المزخرفة بألوان زرقاء هادئة، والتي تحمل عبق التراث وروح الإبداع.
كما لفت نظري انتشار الحرف اليدوية الأخرى مثل السجاد اليدوي والتطريز، مما يجعل القرية متحفًا مفتوحًا للفنون الشعبية.
رغم جمالها، إلا أن قرية تونس لا تحظى بالاهتمام الكافي من شركات السياحة، لو وُضعت ضمن البرامج السياحية، ستكون وجهةً مثالية لعشاق السياحة الثقافية بفضل تراثها الفني والحرفي.
ولذلك على الدولة دعم التوجه لتنمية محافظة الفيوم وبحيرة قارون التي تبلغ مساحتها ما يقرب من 600 كيلو متر مربع لإقامة القرى السياحية المتميزة حولها بل يمكن عمل جزيرة صناعية في قلب بحيرة قارون وإقامة فندق عالمي عليها لان عمق البحيرة لا يتجاوز 18متر بما يعني سهولة ردم جزء داخل البحيرة وعمل هذه الجزيرة الصناعية وإقامة مبانية سياحية متميزة.
وقرية تونس بموقعها المطل على بحيرة قارون والتلال المحيطة… اذا تم استغلال تضاريسها كمكان مرتفع تطل على البحيرة يمكن أن يتم إنشاء تلفريك يمر بالقرية ويمكن أن يمنح الزوار إطلالة بانورامية على البحيرة والقرية، كما ان المناطيد الهوائية يمكن أن تكون وسيلة رائعة لجذب السائحين لمشاهدة المنظر الخلاب من أعلى وكذلك الأراضي الزراعية الشاسعة ومنظر الغروب والشروق الساحر.
كما أنه يمكن إقامة شاليهات صديقة للبيئة مصممة على الطراز النوبي أو بيوت من الطين تستخدم مواد صديقة بالبيئة أو بيوت زجاجية تكون كاشفة لرؤية البحيرة، و مع ضرورة إقامة مهرجان سنوي للفخار والفنون لجذب الفنانين والسياح من جميع أنحاء العالم.
كما ان على الحكومة ان تنشئ كورنيش جميل به مسارات للدراجات والمشي حول البحيرة وبين الحقول الخضراء لجذب مزيد من السياح محبي الطبيعة والرياضة.
القطار الكهربائي المفترض انه ينطلق من مطروح مرورا بالعلمين وحتى اكتوبر ومرواً بالفيوم وحتى أسوان اعتقد انه سيكون فرصة متميزة لتحقيق نهضة سياحية كبيرة بالفيوم بوجه عام وقرية تونس بشكل خاص، فقرية تونس ليست مجرد مكان، بل قصة تُروى بالفن والطبيعة.
إنها نموذج نادر يجمع بين الأصالة والجمال، ويحتاج فقط إلى بعض الاهتمام ليتحول إلى واحة سياحية تدر دخلاً على أهلها وتُظهر للعالم وجهًا آخر لمصر، بعيدًا عن الأهرامات وسياحة الشواطئ في البحر الأحمر.
وفي النهاية ادعوا القراء لزيارة الفيوم وقرية تونس ليستمتعوا بالجمال والطبيعة في تجربة لن تنسي .
اقرا أيضا: بين الطين والنور.. تونس الفيوم تكتب قصتها بالفخار