من قلب الفيوم.. الإجابة تونس

بقلم: إبراهيم جاب الله.
على سبيل المرح والدعابة يردد بعضنا الجملة الشهيرة ” الإجابة تونس” اقتباسا من الجملة المعروفة التي قالها النجم أحمد حلمي في فيلم “ظرف طارق”… لكن مايقرب من ساعة واحدة تقطع فيها مسافة حوالي 100 كيلو مترا من القاهرة إلى الفيوم يمكنها أن تغير كل هذه المفاهيم لديك من الدعابة إلى واقع تعيشه في عالم السحر والجمال… هنا “قرية تونس” واحة الفن والإبداع.

في القرية التي تمتلأ أرضها بالحرف اليدوية البسيطة وطراز معماري فريد لمبانيها وابداعات الفنانين من مختلف دول العالم تكتشف سر إصرار الأهالي في رسم معالم مكان بسيط ليصبح أشهر الأماكن السياحية فى العالم بجانب كونها منارة للفنون المختلفة وابداعات تعزفها أنامل أبناء هذه القرية بمهاراتهم في صناعة الفخار والأعمال اليدوية والحرف الخزفية التي تبهرك بروعتها.
أصبحت قرية تونس واحدة من أشهر القرى السياحية على مستوى مصر والعالم خاصة مع إقامة مهرجانات سنوية داخل القرية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون التي اشتهر بها الأهالي هناك.
الأمر لم يتوقف على الصناعة والإبداع داخل القرية لكن بمجرد ركوب سيارتك الخاصة لتصل اليها تشعر كأنك داخل متحف مفتوح ينقلك لعالم من السعادة والبهجة مع رؤيتك بساطة المنازل ولوحات ورسومات الجرافيتي المنتشرة بين جدرانها، أجواء ساحرة تعيش فيها مابين موقع مبهر فوق تل مرتفع على ضفاف بحيرة قارون بما يجعل لها خصوصية بجانب جمال بيوتها وشهرتها بالحرف اليدوية التى تحولت إلى مزار سياحي للباحثين عن جمال الطبيعة في مصر.
كما تضم القرية أول متحف للكاريكاتير فى الشرق الأوسط أنشأه الفنان محمد عبلة ليكون قبلة للفنانين من كل مكان فى العالم وهذا المتحف يضم مجموعة نادرة من الرسوم الكاريكاتورية لصلاح جاهين ورخا وصاروخان وحجازى وغيرهم من الفنانين .
الخريطة الجغرافية للقرية هى نموذج مصغر لخريطة مصر تجد حولك المياه الزرقاء في بحيرة قارون بجانب الأراضي الصحراوية الخلابة شمال البحيرة أما المساحات الخضراء المزروعة بالقرية والقري المحيطة بها فهى نوع أخر من الاستمتاع بالطبيعة وجمالها.مع الاقبال السياحي الكبير على زيارة القرية أقام بها عدد من الفنانين العرب والأجانب للاستمتاع بالجو الهادىء بجانب المشاركة في مهرجانات سنوية للخزف والفخار، ومع تواجد أجانب القرية تم إطلاق أسماء فنانين على شوارع فى القرية لما قدموه في خدمة مجتمعاتهم.
وبعيدا عن الجانب السياحي الذي تميزت به القرية على مدار السنوات وأقول لك أهم الأنشطة التي يمكنك القيام بها مع أسرتك حال قررت زيارة قرية تونس حيث يمكنك التجول أنت وعائلتك في أرجاء القرية التي تتسم بالبساطة، ويمكنكم أيضا التقاط الصور التذكارية لتصاميم منازلها ومبانيها المعمارية المميزة بجانب الاستمتاع بقضاء بعض الوقت في نزهة عائلية ضمن المساحات الخضراء على ضفاف بحيرة قارون المطلة على القرية.
وفي قرية تونس بالفيوم توجد العديد من الفنادق الرائعة التي تعكس أسلوب وسمات وبساطة أهالي القرية كما أن هناك العديد من اسطبلات تأجير الخيول للزائرين ، ووسط الطبيعة الساخرة تبهرك مناظر شلال وادي الريان وبيوت الطين الأثرية ومتحف القرية ، ثم تقترب لترى مخيمات سفاري العرب في القرية ومايتم تقديمه بها من عروض وفعاليات موسيقية رائعة.. وجولة داخل أحد القوارب الشراعية بالبحيرة الموجودة بالقرب منها تغير مود الحياة مع أجواء الهدوء والفن التي تعيشها .
هل كل هذه الإبداعات لاتستحق أن تولى الدولة اهتماما بهذه المناطق باعتبارها أماكن جذب سياحي يمكن أن تحقق أكثر من هدف أولها توفير العملة الصعبة والاستفادة من السحر والجمال الطبيعي للأماكن المختلفة في مصر؟.
ألا تستحق هذه اللوحة المرسومة والمتجسدة على أرض الواقع بأن تنظم الجامعات المصرية زيارات لطلابها الى القرية بشكل دوري لاطلاعهم على الثقافات والفنون المختلفة ومعرفة دور الفنانين والمبدعين العرب والأجانب..وقبل كل ذلك نغرس ثقافة الابداع وتحقيق النجاح ولو بمشروع بسيط يمكنك أن تبهر به العالم.
وتظل القرية نموذج مبهر على مر العصور فى كل ابداعاته ولوحة فنية مختلفة تستحق من كل الجهات الاهتمام وتشجيع أهلها على رسم لوحات أكثر ابداعا تبهر العالم والزائرين من مختلف الجهات.
إن مكان بكل هذا الجمال والإبداع يستحق أن ينافس أفخم المنتجعات العالمية ومن حقنا أن نفخر دائما ونقول من مصر أم الدنيا أن “الإجابة تونس”.
اقرا أيضاً: بين الطين والنور تونس الفيوم تكتب قصتها بالفخار