أخبار القرية

السجاد اليدوي.. خيط مصري يحكي قصة الإبداع والصبر

حوار: محمد قاسم.

كتب: السيد عبدالله.

أصبحنا الآن في زمنٍ تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا وتغزو الصناعات الحديثة كل تفاصيل حياتنا، ولكن تبقى الحرف اليدوية شاهدا حيّا على هوية الشعوب وجذورها العميقة، ومن بين هذه الحرف، تظل صناعة السجاد اليدوي واحدة من أرقى الفنون التي تنسج بالخيط والإبرة، وتطرز بالصبر والمشقة، لتقدّم في النهاية منتجا يحمل روح الصانع ومجهوده.

اثناء تنفيذ مشروع التخرج الخاص بنا و البحث في قرية تونس التابعة لمحافظة الفيوم، التقينا بـ “عم صقر” أحد الحرفيين الذين لا يزالون يعملون في هذا الفن بإخلاص، محافظين على أصالته رغم التحديات التي تواجه.

س1: هل السجاد الذي تقوم ببيعة هنا مصنوع يدويًا بالكامل؟

ج1: نعم، بالتأكيد. هذا السجاد يصنع يدويًا بنسبة مئة في المئة، لا تدخل فيه أي آلات أو معدات حديثة، كل قطعة تأخذ وقتها الكافي لتخرج بالمظهر المناسب للطبيعة المصرية الخلابة، والحقيقة إن اللي بيشتري سجاد يدوي بيكون عارف إنه مش مجرد قطعة ديكور، لكن قطعة فنية لها قيمة وتاريخ.

س 2: هل أنت من أبناء هذه القرية؟

ج 2: نعم، أنا من أهل القرية، ولدت هنا وعشت بين شوارعها و حواريها، وقمت بتعلم حرفة السجاد اليدوي منذ الصغر، وكان أهلي يعلمون في هذه الحرفة أيضا فيه وتعلمت منهم الكثير وهذا ليس عمل فقط بل هو أسلوب حياة نعيشه من جيل لجيل.

س 3: هل تتواجد هنا فقط في أيام محددة مثل يوم الجمعة؟

ج 3: لا، أنا هنا كل يوم، وبالطبع السوق يكون نشط يوم الجمعة من حيث عملية البيع والشراء، لكن أنا أفضل الوجود هنا طيلة الأسبوع، لأن هناك بعض الأشخاص سواء مصريين أو من الخارج يؤتون هنا في جميع أيام الأسبوع، وكل يوم له رزقه.

س 4: هل يوجد في القرية منتجات يدوية أخرى غير السجاد؟

ج 4: طبعا، القرية مشهورة بجميع الصناعات اليدوية عمومًا، ليست مقتصرة على السجاد فقط، يوجد مشغولات أخري من القطن والكتان، وايضا من الخشب والنحاس.

كيف يتم تحديد سعر المنتج اليدوي؟

يتم تحديد سعر كل منتج حسب الوقت والمجهود الذي تم بذلة في هذا المنتج وتكون بداية السعر حوالي خمسين جنيها مصريا، ولكن هناك بعض القطع الثمينة التي تحمل بداخلها كثير من الخامات والعمل الشاق وبالتأكيد يكون سعرها أغلى مثل القطيفة والحرير، كل حاجة وليها زبونها.

س 5: هل كل هذه المنتجات تصنع يدويا؟

ج 5: نعم، كلها صناعات يدوية ١٠٠٪، هنا لا يوجد مكان للمنتجات الجاهزة ولا منتجات والمصانع بشكل عام وكل قطعة تأخذ وقت ومجهود، وهذا الذي يعطيعا القيمة التي تستحقها، وكل هذة المنتجات فريدة من نوعها لا يوجد مثلها في السوق أو أي مكان آخر.

س6: برأيك، من الأكثر إقبالًا على شراء هذه المنتجات؟ السياح أم الزوار المصريون؟

ج 6: زمان، كان السائحين الأجانب أكثر، حيث كانوا يعشقون الصناعات اليدوية ويعطوها قدرا كبيرا من الاهتمام، أما الآن قد قل اقبالهم على هذه المنتجات بشكل ملحوظ، أما المصريين أصبح لديهم وعي أكتر بقيمة الصناعات اليدوية، وياتون خصيصاً لشراء منتجات يدوية تحمل فيها روح وطابع خاص.

سعدنا بلقائك عم صقر، ونتمنى لك التوفيق، ونأمل أن نراك قريبًا وقد افتتحت معرضك الخاص.جزاكم الله خيراً، وقد تشرفت بزيارتكم، وجودكم هنا بيفرحنا، وإن شاء الله الزيارة القادمة تجدوني أكثرت من العمل وفتحت محل بإذن الله.

وسط زحام المنتجات المستوردة وثقافة الاستهلاك السريع، يظل الحرفي المصري نموذجًا للصبر والإبداع في أعماق التاريخ، إن دعم هذه الأيدي الماهرة لا يقتصر فقط على الحفاظ على التراث، بل هو استثمار في هوية وطنية وثقافة أصيلة تستحق البقاء.

فكل سجادة تُنسج في هذه القرية، وكل قطعة تُصنَع بجهد اليد، ليست مجرد سلعة، بل قصة تروى بخيوط من الإتقان والحب والانتماء، دعم الحرفيين هو دعم لروح مصر الحقيقية.

اقرا أيضا : متحف الكاريكاتير والفن الراسخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى