أنشطة سياحية

“مبادرة ستات قرية تونس… قصة نجاح نسائية بطعم الريف المصري”

كتب: عادل محمد

تبرز مبادرة ستات قريه تونس كتجربة رائدة ناجحة في تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وتساعدهن على تحقيق أحلامهن، وتقدم نموذج ناجحًا للعمل النسائي في الريف المصري، حيث تجتمع النساء لتقديم منتجاتهن وتسويقها مما يحقق الاستقلال الاقتصادي في مجتمعاتهن ،حيث أنه من الطبيعي جدًا والمشهور في أي قرية مصرية أو عربية بل وحتي علي مستوي العالم، أنه حينما تقوم بعض الأسر بزراعة بعض الخضراوات أو الفواكه في حقلها أو قيامها بتربية بعض الدواجن و الأبقار للحصول علي منتجات ألبانها ، يقوم رب الأسرة بالذهاب بها للسوق ثم بيعها لمن يريد الأستفادة منها، لكن لو نظرنا في مصر في الجنوب الغربي لمحافظة الفيوم سنجد أن هناك قرية تسمي ب ” قرية تونس ” لديها طريقة مختلفة بعض الشئ عن باقي الطرق المنتشرة في الأسواق الحالية.

قصة نجاح ستات تونس

منذ مدة قصيرة قامت بعض السيدات تسمي ” سمية ” بالنزوح هي وأسرتها من زحمة القاهرة إلي قرية تونس للعمل فيها وإنشاء مشروع يكون خاص بالعائلة، وبالتعاون مع بعض أصحابها أستطاعوا امتلاك مكان في القرية والقيام عليه بمبادرة سُمٍّيت مؤخراً ب ” مبادرة قرية تونس ” والتي تكون فكرتها باختصار أن أولائك النساء عملن علي توفير مكان يشبه الأسوق الحالية، ثم يقوموا بالذهاب إلي منازل الأمهات وشراء الأشياء التي تود بيعها لهن، ثم يقوموا ببيع تلك المنتجات في يوم معين في القرية وبعدها يقوموا بإعطاء الأمهات أموالهن التي بيعت بها المنتجات بالمقابل لهن.

قمنا بزيارة وتغطية تلك القرية، وتجولنا بداخل جدران ذلك الكامب، وبالنظر بداخله ، وجدنا أنه يباع كل شيء تحتاج إليه الأسرة الريفية في مطبخها من سمن ، وجبن، وبيض وغيرها من الخضراوات والفوكه التي تزرع وتحصد محليا بداخل القرية، وليس ذلك وحسب، بل تطور الكامب وأصبحوا يقدمون فيه أماكن لإقامة الزائرين والمتجولين داخل القرية، وتقديم بعض المشروبات والوجابات ، بل وتوفير بداخل الكامب مكان لتعليم واحدة من أهم الموز التي تعبر عن ثقافتهم وحضارتهم ألا وهو فن صناعة الخزف .

ثم عملنا على إجراء حوارات ولقائات شخصية مع القائمين على المبادرة، ومن أهم تلك الشخصيات السيدة: مارين والتي تعمل ك صحفية في فرنسا متزوجة منذ أثنين وأربعين سنة، من زمان جدا سنة 1980م نزلت مصر لتتعلم بكلية الإعلام في الجيزة وبالليل كانت تكتب في جورنال فرنساوي صغير لكن مايقرب من 18 سنة سافرت و لم تزر مصر لكن في النهاية عاد بها الحنين إلي مصر مرة أخري، وفي نهاية الحوار أثنت علي مصر وعبرت بكلماتها بأن مصر بلد جميل، ومصر ستظل أم الدنيا.

“مبادرة ستات قرية تونس… قصة نجاح نسائية بطعم الريف المصري”

لم تكن السيدة مارين هي الوحيدة التي أحبت قرية تونس والكامب، بل هناك نساء أخريات عملن بكل حب وامتنان لهذا المكان، مثل السيدة: هايدي التي أتت لمصر منذ حولي 45سنة من ألمانيا، وزارت القرية منذ 8 سنين، وعند الحديث معها عبرت السيدة برأيها قائلةً: ” أحبيت القرية جدا جدا ، خاصة أن القرية هادية وحواليها خضرا ولا يوجد بها الزحمة الموجودة في القاهرة بالإضافة إلى الناس طيبة جدا في تعاملها معنا.

حدثينا عن بداية فكرة المبادرة وما هى الاشياء التى تعملون على تحقيقها من ذلك المشروع؟

قالت الأستاذة مارين أن هناك الكثير من الستات في القرية يبيعوا منتجاتهم الغذائية وخضراواتهم، فعملنا على توفير مكان لهم واحد يبيعون فيه، بالإضافة إلي العائد المادي للنساء من بيع منتجاتهم، فهذا شي كبير بالنسبة لهم خاصة أن الكثير منهن لا تستطيع الخروج من منازلهن، واللاتي ليس لديهن أي مكان لبيع فيه حاجاتهن.

واوضحت السيدة: بأن المشروع بدأ بشكل جيد ولم تقابلنا أي مشاكل،والحمد لله المشروع مشي كويس اوي، فنحن نقوم بأخذ الحاجات من الستات ونبيعها ومن ثم نعطيهم أجرهم، فنحن نقوم ببيع حاجاتهم تلك ونعود لهم بالثمن الذي اكتسبناه، ثم شرحت السيدة قيمة المشروع بالنسبة لهم، ووضحت إذا توفرت الإمكانيات لإنشاء مشروع مثله في قري أخري ،بالطبع سنطبق تلك الفكرة في القري المجاورة, ربما لن تكون بنفس الشكل الذي نطبقه هنا، ولكن سيكون له رونقه الخاص.

في نهاية التقرير نود أن نوضح بأن مثل هذه المشاريع مناسبة جداً للعمل عليها في القري المصرية، ففيها من الخير الكثير من إعطاء فرصة لكثير من النساء من العمل داخل منازلهم وتوفير لهم من يقوم ببيع منتجاتهم، بالإضافة أنه يعد من المشاريع الحضارية التي تعكس التماسك المجتعي والترابط القومي بين الناس مما يزيد الحب والمودة والعطاء فيما بينهم.

شاهد أيضا: “من قلب قرية تونس: متحف الكاريكاتير يحكي تاريخ الفن الساخر بريشة مصرية خالصة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى